mardi 23 août 2011

حين تصل الوقاحة، ويصل التكبّر والاجرام الى هذا الحد لا يبقى لنا الا المطالبة بالطلاق (Art.28)


من بشير الجميل عندي ذكرتين 
 الاولى يوم انتخابه في 23 آب، كنا ملزئين بشاشة التلفزيون، الكبار والصغار، يلي بحبّو ويلي بيبغضو، الناس والكلاب والبسينات وحتى السمك الحمر. بشير الجميل... بشير الجميل... بشير الجميل... ما اسمعنا إلا هل الكلمتين بالمجلس النيابي... مع ورقتين او ثلاثة لريمون اده. وبلحظة اصبح قائد القوات اللبنانية بارادة الشعب اللبناني رئيساً للجمهورية اللبنانية. اتذكر كيف وقف بجانب الشيخ بشير، الشيعي كامل الاسعد، السني صائب سلام والدرزي فيصل ارسلان... وعد يا لبنان، امل  لقيامة لبنان
 الثانية يوم اغتياله في 14 ايلول، كنا كمان ملزئين بشاشة التلفزيون، الكبار والصغار، يلي بحبّو ويلي بيبغضو، الناس والكلاب والبسينات وحتى السمك الحمر. بشير الجميل... بشير الجميل... بشير الجميل... كيف، ليش، مش معقول... اصبح رئيس الجمهورية اللبنانية بارادة نظام الاسد قائد شهداء المقاومة اللبنانية

اي عبرة في هذا اليوم التاريخي؟ الشيخ بشير ضحى بنفسه من اجل لبنان. هذه التضحية جعلتني افكر ب3 اعترافات ضرورية لبناء علاقات سليمة بين ابناء هذا الوطن

اعتراف كل طرف بتضحية الاطراف الاخرى
 الكتائب والاحرار ساهموا بالوقوف بوجه الهيمنة الفلسطنية في لبنان. القوات اللبنانية ساهمت بالتصدي للهيمنة السورية. حزب الله ساهم بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. 14 آذار بكل مكوناتها السياسية، السنية والمسيحية والدرزية، ساهمت باجبار جيش الاحتلال السوري بالجلاء عن لبنان... واذا بقي شي من لبناننا اليوم ذلك لان كل طرف لبناني تصدّى في فترة من الفترات لاحد الاخطار التي كانت تهدد الوطن. الواقع المؤسف اليوم هو ان كل الاطراف اللبنانية تعترف بتضحية حزب الله ، في حين ان حزب الله لا يعترف باي تضحية لبقية الفرقاء

اعتراف كل طرف بشهداء الاطراف الاخرى
 اغلبية الاطراف اللبنانية تعترف اليوم بتضحية رفيق الحريري وكمال جنبلاط. اذا كان الاجماع شبه واضح بالنسبة لرفيق الحريري فهو لا يقل وضوحاً ايضاً بالنسبة لكمال جنبلاط. فكم من مرة اتى سمير جعجع على ذكر كمال جنبلاط منذ 2005... مرات عديدة. بالمقابل كثر من الاطراف الغير مسيحية لا تعترف بدون احراج بشهادة بشير الجميّل، رئيس اللجمهورية اللبنانية، الذي تعتبره اغلبية المسيحيين اكبر شهدائها. وعن اي وحدة وطنية يتكلمون وها نحن 29 سنة بعد اغتيال بشير الجميل وتأسيس حزب الله، وفريق 8 آذار لا يعترف بشهداء ثورة الارز... وكيف ننسى توزيع البقلاوة عند اغتيال جبران تويني

اعتراف كل طرف انه ارتكب اخطاء في يوم من الايام
 عدد كبير من الاطراف اللبنانية عمدت الى نقد ذاتي.  اعترفت بما ارتُكِب من اخطاء باسمها وثم اعتذرت من الشعب اللبناني ... ابرزهم  سمير جعجع و جورج حاوي. فماذا عن الاخرين مثل زعماء حزب الله وميشال عون ووليد جنبلاط  ونبيه بري؟ او ان هؤلاء يعتبرون انفسهم غرباء عن الاخطاء؟ طبعاً كل ما حصل بعد 2004  هو خارج نطاق البحث لانه اتى  بعد المصالحة الوطنية، بفترة كان من المفترض ان تكون فترة سلام واعادة اللحمة بين اللبنانيين... وعن اي وحدة وطنية وتعايش نتكلّم وحزب الله يرفض ليس فقط تسليم المتهمين بقتل رفيق الحريري بل الاعتراف انه ارتكب خطأ جسيماً يجب ان يعاقب عليه.

وياليت حزب الله يكتفي برفض هذه الاعترفات. اذا صحت اتهمات المحكمة له فهو سمح لنفسه ليس فقط  باغتيال رفيق الحريري وجورج حاوي ومحاولة اغتيال مروان حمادة والياس المر، بل عمل المستحيل لعرقلة العدالة الدولية ومنع الشعب اللبناني من معرفة الحقيقة... حين تصل الوقاحة، ويصل التكبّر والاجرام الى هذا الحد لا يبقى لنا الا المطالبة بالطلاق