ما بقى عارفين اذا لازم نضحك او نبكي بس نسمع وليد جنبلاط يتكلم عن "مقاومته" ويعطينا الدروس في التاريخ والجغرافيا... الكل يعلم -تقريباً- ان جنبلاط لم يقاوم فعلياً اي وجود اجنبي -يعني غير لبناني- في لبنان. ان كان احتلال او وصاية او انتداب او مساعدة او مرور الكرام او سموه ما شئتم. وان كان هذا الوجود من اسرائيل او سوريا او حراث الثورة الايرانية او المنظمات الفلسطينية او الجيوش المتعددة الجنسيات او قوات حفظ السلام... لقد تعامل جنبلاط في كل الاوقات والظروف، كما يتعامل اليوم مع "قدية" شهداء ثورة الارز، الاحياء والاموات، حسب المصالح فقط لا غير. وفي هذا الاطار يندرج مروره في صفوف 14 آذار ومواجهته العابرة للنظام السوري
وكل ما فعله جنبلاط خلال الحروب اللبنانية هو التقاتل مع جميع الافرقاء اللبنانيين، الجميع بدون استثناء (القوات اللبنانية، الكتائب، الجيش اللبناني التابع لميشال عون، المرابطون، امل، حزب الله...) والاستقواء اكثر من غيره بالخارج. نعم يا صديقي جورج، رحمك الله (جورج حاوي). وربما حرب الجبل في ايلول 1983 خير دليل على استقواء جنبلاط بالخارج حيس حصل على التسهيلات اللوجستية الاسرائلية والدعم العسكري السوري والمشاركة البشرية الفلسطينية لمهاجمة القوات اللبنانية والشرعية اللبنانية
فبدل ان يمحي صفحة مروره في صفوف 14 آذار، الناصعة البياض، كان اجدى بجنبلاط ان يحاول محي هكذا "مخلوطة" من ذاكرتنا وما تركته من آلام في النفوس... او محي تغطيته للنظام الامني اللبناني السوري من 1990 الى 2004... او التعدي الشخصي الرخيص والغير مجدي على بشار الاسد (خطاب الافعى)... او دوره السيئ في اجتياح بيروت في 7 ايار (في صب الزيت على النار قبل الاجتياح)... او الدلع مع "كوندي" كما كان يسميها (كوندوليسا رايس، وزيرة بوش الزغير) ... او زلة لسانه حول "البزرة المارونية العاطلة" (ان كانت زلة)... وغيره وغيره وغيره
خيارات جنبلاط كانت خاطئة اكثر من مرة. انه يزج الدروز في حروب غير مبررة. في الماضي كانت حرب الجبل واليوم حروب الغاء عشوائية ضد سعد الحريري و 14 آذار والمحكمة الخاصة بلبنان والدول العربية والمجتمع الدولي. انه يضع الطائفة الدرزية في خطر عبر خايارات غير طبيعية من منطق التاريخ
فيا عزيزنا جنبلاط، كفاك عنتريات ومقاومات وتكبّر علينا كلبنانيين وتهجّم على الخصوم واعطاء الدروس في التاريخ والجغرافيا